السبت، 29 يونيو 2013

القواعد الذهبية للتحليل الاستراتيجي - نصائح للمحلل المبتدئ






ثقافة الإنكار أيها المبتدئ هي الكنز الذي تحتاجه واحترفه زملاؤك من قدماء المحللين الاستراتيجيين أوالسياسيين، هي شيء ينكره الجميع في الغالب لكنها موجودة وتُستخدم بإسراف بالغ حتى كاد النقاش الطبيعي المُتعارف عليه يختفي في زحام "الانكار" ولم يعد بمقدور أحد أن يستخرج كلمة من فم الاخر بسهولة، وهذه الثقافة الجديدة لها أصول وقواعد ثابتة يعرفها محترفوها تمام المعرفة ويتسلحون بها في كل نقاش..

القاعدة الأولى : هاجم الطرف الآخر هجوماً شخصياً وابحث له عن عيوب أو زلات قديمة ونقاط ضعف تستطيع صياغتها في صورة شتيمة، وأظهر ملامح الاحتقار على وجهك وأنت تقولها.

القاعدة الثانية : حوّل موضوع النقاش بعد التهجم مباشرة إلى موضوع عام بعيد عنه كل البعد واستخدم أقسى الألفاظ والعبارات أياً كان الموضوع الجديد.

القاعدة الثالثة : الصوت العالي ضروري جداً لاقناع المستمعين أنك الطرف المسيطر والأقوى حجة، اصرخ بكل كلمة وأنت تشوّح بيديك بعنف ولا تنسَ النظرات الذاهلة المستنكرة.

القاعدة الرابعة : عندما يعود الطرف الآخر بالنقاش إلى مساره الأصلي اشتمه بسرعة وعنف ثم تظاهر بالوقار ولا تنس عبارة "مع احترامي" فهي مخرج سهل ولها فعل السحر

القاعدة الخامسة : استغل لحظة ذهوله وارتباكه وسارع بتغيير الموضوع مرة أخرى ولكن إلى نقطة تخصه هو وهاجمه بدلائل لا وجود لها فلن تجد من يتتبعك في ذلك.

القاعدة السادسة : لا تصمت، تكلم طوال الوقت مهما حاول اسكاتك واصرخ أكثر كلما رأيته يقترب من الاستيلاء على دفة الحديث .. هكذا تكسب النقاش

القاعدة السابعة : اغضب بعد أن تنتهي منك الحيل والأسلحة، ارمِ مافي يدك بعصبية وقم من مكانك بنفس العصبية والعنف ثم أعلن أنك أرقى من مثل هذا الحوار ولن تقبل بالتدني إلى مستوى المناقش لأنه فعل كذا وفعل كذا وكذا  في ماضيه الذي ألّفه خيالك في تلك اللحظة تحديداً.

القاعدة الأخيرة : انشر عنه الشائعات بمجرد خروجك من عنده وأخبر الجميع أنه قال كذا وكذا ثم تظاهر بالبراءة من كل هذه الأحاديث لو تجرأ أحد وواجهك بها وهو ما لن يحدث، ثم اجعل من هذه الشائعات سلاحك الجديد في أي نقاش آخر حتى لو لم يكن مع نفس الشخص، تستطيع التلميح إليها بخبث مستخدما كلمتي "قيل و يقال" حتى لا يستطيع أحدٌ تكذيبك فلست أنت القائل كما يشهد المستمع الجديد.

وهكذا تكون بدأت أول خطوة في مهنتك الجديدة وانتصرت - بذكائك الفائق - لقضيتك الأولى وهي انكار ما يودّ المُناقِش سؤالك عنه بالتملص العبقري ودون أن يبدو عليك أنك فعلت .. يالك من داهية !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق