الثلاثاء، 4 يونيو 2013

أنت


أنت






إشراق داخلي ينتابني كانسياب الشعاع كلما نظرتُ إليك، واقفاً وحدك خارج السرب تتألّق كألف شمس وشمس، يشع منك النقاء ممزوجاً بكبرياء القبيلة .. سعادةٌ ما تُلهني البكاء حين تستوعبني ابتسامتك الصامتة، فأنسى حروف الشجن وأتذكر لغة جديدة لم تصُغها الأقلام بعد ..

 لغةٌ تنساب من نبرات الخشونة في بحة صوتك الرجولي، من نظرات الدهشة الطفولية أمام لحظات جنوني المتكرر ورفضي الدائم للرد أو لأي حديث قد يكشف شعوري، هي لغةٌ تنساب من ترددك الظاهر قبل أن تنطقها .. الكلمة الأحب إلى قلبي .. لغة اختزلتها حروف تلك الكلمة وانتشر بريقها منعكساً على روحي لتتشربها وتبخل بها على الآخرين.
هو إشراق لا يخفت ولا تستطيع الغيوم تغطيته كما اعتادت أن تفعل بكل جمال مرّ بي وعرفته في السابق، كأن تلّةً ما خضراء مزهرة نبعت من تحت قدمي مباشرة تتعالى بي إلى خارج غطاء الكرة الأرضية فأتحول بأعجوبة إلى سرب من طيور الجنة تملأ السماء بألوانها وتيجان ريشها فأنثر شعوري ندفاً من نور وذرات ألماس، أطير ووجهي إلى القمر أساله أن يخبرك بكل ما أردتُ قوله ومنعني الحياء، أستقر هناك فوقه وأجلس القرفصاء أروي له وأحاكيه بابتسامة عريضة تكاد تخفي ملامح وجهي، ابتسامة تفضح شعوري كله ولم يحدث أن رأيتَها أنت.

ثم أجدني بين البشر لا أدري ما عاد بي إلى هنا، تلمس أقدامي تراب الأرض المغبرة وتهبط العتمة علي ككابوس ثقيل الوطأة يكتم على القلب ويهرسه، لا أجدك ولا أعرف كيف انطفأ النور الذي عرفت، أتلفت بحثاً عن مصدر الاشراق الذي ظننته لا يخفت وظننته لي وحدي، أجد أخرى تتعلق بذراعك كدلاية ذات بريق وتتلوى ملتصقة بك فأقف مذهولة كصنم قديم تاب الناس عن عبادته وانصرفوا عنه ليعلوه الغبار، لا أفهم كيف حدث هذا .. أراقبكما عن كثب بصمتي المعتاد، أرى وجهك يشرق مع كل ضحكة من ضحكاتها ومع كل التصاقة منها بك فأعرف أكثر، فهمت ما جنى علي حيائي وما حماني منه الصمت، استعدتُ قوتي حين تعلمتُ الدرس فنفضتُ عن كتفي هذه المشاعر الأرضية وعدتُ لبرج عليائي أمشط ضفائري وأغني للغد القادم ..


فارسي لا يقبل التدني إلى مستويات الطين، فارسي يشبهني في كل شيء وسيأتي وحده بدون مغريات وبغير تشجيع، أما أنتَ فقصة جميلة مضت .. ملأت صفحة الذكريات بما يرضي الناظرين ومضيت معها، فسلامٌ عليك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق