الثلاثاء، 4 يونيو 2013

فرح خفيّ





هكذا بدون مقدمات يقتحمها هذا الشعور الذي لا تعرفه 
تشعر فجأة بالامتلاء .. بالاكتفاء 
بصفاء ما يوحي لها أن الدنيا أبسط مما كانت عليه 
كما لو أن يداً ما ملائكية الرحمة تطبطب على روحها 
كأن طيفاً ما يشد على يدها يقودها إلى واحةٍ لطيفة النسمات 
يظللها بمروحة من الريش ويضع أمامها طبقاً من الآيسكريم متعدد النكهات
هذا ما شعرت به وهي تتجاهل صرخات "الكمسري" غير المفهومة 

حاصرها الشعور المبهج لأول مرة 
كأن موسيقى متراقصة تحرك قلبها على ايقاع جنوني متصاعد
كأن شمساً أخرى تجلّت لها وحدها واصطفتها 
حتى صفعات الهواء الساخن لظهيرة هذا الصيف الثقيل 
لم تمنعها عن الاستسلام للشعور المنعش 
للابتسام ..
بدون أن تبحث له عن تعاريف تفسده 
بدون أن تلبسه لوناً لا يشبهه
تعرف مسبقاً أنه شعور عابر .. سريع الزوال 
وتعرف أن محاولة شرحه ستجهدها .. وتقتله 
وتصمها بالجنون ..

ليس أمامها سوى أن تبخل به وتعيشه وحدها 
وتهز رأسها بحكمة وهي تبتسم 
رغم الزحام .. والأوجه المتعجبة

هناك تعليقان (2):

  1. الفرحة اظنها زاعقة الطباع ..كما الشهب تلمع وتختفي سرعان ما تظهر .. لتظهر في اوقات اخري من جديد بذات المنطق ... اما الافراح الخفية ربما بالفعل تحتاج جهدا في الشرح والتفسير .... لانها فرحة قد لا تصيب السطح .. ولكنها دائما تنبع من الاعماق .


    تحياتي لقلمك الرقيق في مرور اول .

    ردحذف
  2. اندروميدا :) الفرحة غالبا ما تكون - كما ذكرت - زاعقة الطباع سريعة، تلك الفرحة التي نعرف أسبابها ونستعد لها مسبقاً .. أما الأخرى الخفية فلا شأن لها بما نعرف .. ولو أخبرت من حولك بها لاتهموك بالجنون
    فلنبخل بفرحنا الخفي ريثما ينتهي عمره القصير
    سعيدة بردك الجميل ( اندروميدا )
    تحيتي ..

    ردحذف