الثلاثاء، 4 يونيو 2013

الدين النصيحة






بعض الشباب ممن يظنون بأنفسهم الخير ويصدقون أنهم فعلا رجال دين، يستحلّون لأنفسهم الاستهزاء بغير المحجبات باعتبار ذلك نوعاً من انكار المنكر .. تجد أحدهم يطيل النظر إلى ماظهر من شعرها وكتفيها وربما ظهرها إن كانت بعيدة عن الاحتشام، ويحملق في ساقيها وكوعها، لا يترك تفصيلة صغيرة ولا كبيرة في جسدها لم يتمعن فيه حتى حفظه 
ثم يستغفر .. 
يحوقل ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم 
ويعيد النظر ثانية .. هذه المرة بحجة "انكار المنكر" باعتبار أن النظرة الأولى كانت له حسب الفتاوي التي عرفها .. ولا بد أن يستوفي حقه فيها !! 

ويبدأ أخيراً مهمته الجليلة في القضاء على "الانحلال" الذي يراه بأن يستخدم الطريقة المألوفة لديه والتي يعتبرها أقوى أسلوب لابطال الباطل .. السخرية منها والاستهزاء بجسدها وبوجهها وبلونها وبشعرها، يفصّل في كل جزء منها ساخراً مستخدماً أسوأ الأوصاف ضاحكاً بأصوات نشاز مستعيذاً بالله من الشيطان مابين كل عبارة وأختها .. !

ثم يعود إلى الاستغفار ثانية مما تفعله "تلك المنحلّة" ويبدأ في سرد حكايته معها بين أصدقائه ومعارفه فخوراً بكونه انتصر للحق كما يظن، فهو رجل الدين الذي لا يخشى في الحق لومة لائم .. وبالطبع أمثال هذا لا يتقبل النصيحة ويعتبر كل من عارضه هو الـ"لائم" المذكور سابقاً والذي يجب عليه أن لا يخشى لومته ..

هذه الشخصية منتشرة في عالما العربي انتشاراً سخيفاً وكلهم متحمس لا يترك فتاة في حالها إلا لو وجدها متحجبة على أكمل وجه، كأن مضايقاته الخرقاء لا تنفّر الناس من الدين أكثر ومن التدين ! وكأن السخرية والإذلال سيكونان دافعاً لارتداء الحجاب والتزام الستر !! لا يدري كم فتاة كانت تفكر في لبس الحجاب واضطرتها طريقته الوضيعة إلى المعاندة أكثر، لا يعرف كم فتاة جعلت هدفها في الحياة إبراز محاسنها ولفت أنظار المعجبين بعد أن صدمتها سخريته الاذعة والتي لم توصل إليها فكرة ضرورة لبس الحجاب كما خيّلت إليه ذكاؤه المفرط .. هو أكثر من ينشر الفساد بفعلته القبيحة هذه ولديه من الجرأة ما يسمح له أن يسمّي نفسه "رجل دين" بعد كل ما فعل !!

وأين منه الأخلاق الحميدة ! ألم يأمرنا الدين بحسن الخلق.. ألم يقل رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام : ((إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق)) .. لماذا إذن يتناسى الأوامر الصريحة في سبيل تنفيذ خططه الملتوية ! الإنحلال هو عين ما يفعله هؤلاء .. وهو خلقٌ أسوأ من أن يتم إلصاقه بالدين أو التدين فنصمت عنه، هو مستوى من التفكير ترفع الجاهليون أنفسهم من الانحطاط إليه حتى قبل أن يتنزل الوحي على نبي الهدى وقبل أن يؤمر الناس - صراحة - بغض البصر .. غض البصر طبيعة إنسانية سامية لا يعرفها الشهوانيون ذوو الميول الحيوانية 



.*.


وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مأواها

هناك تعليقان (2):

  1. واغض طرفى ان بدت لى جارتى *****حتى يوارى جارتى مأواها
    هكذا يون الخلق القويم
    بارك الله فيكى
    الفاروق

    ردحذف
    الردود
    1. وبوركت أخي الكريم
      شكرا لك على الرد الجميل
      تحيتي ..

      حذف