الأحد، 16 يونيو 2013

ثم تشرق الشمس - Review





خيبة أمل جديدة ..

أرنست همنغواي من عمالقة الأدب العالمي، اسمه وحده يستدعي الاهتمام والتركيز .. لا أستنكر ذلك بل أشهد له بالبراعة في تركيب الشخصيات وتسلسل الأحداث بطريقة منطقية طبيعية في قصصه، لكنه سبب لي خيبة أمل كبيرة حين قرأت له إحدى رواياته القصيرة


" ثم تشرق الشمس" ..

رواية مشهورة ذات عنوان رنّان يجذب القارئ للتلهف لمطالعتها حتى لو لم يعرف كاتبها ، الرواية تحكي يوميات صحفي أصيب في الحرب إصابة جعلته يفقد الكثير من احترامه لنفسه ولرجولته، تحكي القصة علاقته بالمرأة التي يحبها، وتحررها البالغ من كل القيود المجتمعية وحتى قيود الحياء واحترام الذات .. تحبه هي أيضاً وتحب معه مصارع الثيران الذي يقابلانه في إحدى الرحلات وتحب سواهما كذلك حتى تبدو الرواية في بعض أجزائها كأنها تعداد لمغامراتها ونزواتها العاطفية .. لا غير

هناك الكثير من الوصف الذي لا يقدم شيئاً والكثير من التفاصيل التي لا علاقة لها بالأحداث ولا بالشخصيات، الكثير من السُكْر الذي يكشف حقائق مذكورة سابقاً ومعروفة منذ البداية .. وأخيراً شخصيات سطحية جداً، بعض الشخصيات ذات عمق نفسي يمكننا الشعور به والتفاعل معه أما البقية فتبدو كأنها مجرد رسوم أحادية البعد، والعلاقات بينها غير متسلسلة حتى كأنه يقفز بنا من حدث لغيره بدون مقدمات أو روابط تجعل منه حدثاً منطقياً .. شخصية البطل كانت أعمق الشخصيات ولكن هو نفسه يصعب على القارئ التعاطف معه أو على الأقل التفاعل مع مشاعره وردود أفعاله غير المنطقية وطريقة تفكيره المتخاذلة، كل هذا بحجة أن الإصابة التي أصيب بها في الحرب أفقدته ثقته بنفسه !

 يقول أحد القراء أن الرواية " تلقي الضوء على ما يعانيه المغتربون السائمون من ضياع بعد الحرب، ...... فيتخبطون بين الضجر وشرب الكحول ما يؤثر على طريقة تعاملهم مع أنفسهم ومع المجتمع "

لكن ما وجدته أنا بعد القراءة أنها لا تلقي الضوء على أي شيء، فحين يريد الكاتب وصف حالة السأم يجدر به وصف شعور البطل بطريقة تبيّن هذا السأم وليس المرور ببساطة وبدون تعمّق على أحداث عادية متشابهة بحيث يشعر القارئ بالملل من قراءة القصة بدون أن يعرف شعور شخصيات القصة بهذا الملل نفسه.



بالمختصر ..

قرأت الكتاب كاملا من الغلاف إلى الغلاف، ولم أجد القصة بعد! مجرد يوميات عادية تبدأ بهدوء وتستمر بهدوء وتنتهي بنفس الهدوء .. لا جديد في البداية ولا في النهاية ولا في الشخصيات ولا في الأماكن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق