الجمعة، 16 مارس 2012

تَمَلُّصْ


هو شيءٌ تعلمته في عمر قصير

وطبقته قبل بداية الدرس الأول



علمتني الطرقات المتقاطعة فنون التملص

أتملص من المشاعر المفاجئة .. وتلك المتسللة خفية أيضاً

ربما اقتربت من بعض البشر لسبب أو لآخر

اقتراب هو في الحقيقة شكل من أشكال الهرب

لايمكنني الغرق في مشاعرهم

 .. أو مشاعري


شيءٌ ما يدفعني مرة إلى أخرى إلى الهرب

تنطلق أجهزة الإنذار بعويل مؤلم .. ويومض البريق الأحمر

شيءٌ ما يصرخ في أذني


..

 " ابتعدي "

..


فأعود إلى التملص

كقط متشرد يرى الماء لأول مرة



وربما تعلقت على جدران قلبي مغمضة عيني إمعاناً في الهرب

لم أحب يوماً هذه الفنون المؤذية التي تعملتها

إنما تفرضها علي طبيعة حياتي

حياة الصومالي التي تستقي تعريفها من جواز السفر

وإن تباطأت دهستها عجلات المدرعات



كثيرون مثلي تعلموا هذه الفنون

صوماليون هم عرفوا أخيراً معنى أن تقترب وتبتعد

.. في آن معا


أن تُعجَب ولا تُحِب

أن تثق ولا تصادق

أن تُجاوِر ولا تُصاحِب



رأيت حتى الآن حدوداً كثيرة لم تكن مرئية

رأيت أنواعاً من الوجع الغريب



.


ومازلت في أول الطريق

هناك تعليقان (2):

  1. ان الوطن يسكننا لا نسكنه مهما ابتعدنا فإننا نتنفسه
    دمتِ راقية يا عزيزتي

    ردحذف
  2. يسكننا ولا يفارق قلوبنا لدقيقة حتى لو لم نعرف ,, شكرا مصطفى :) مساء الورد

    ردحذف