الأربعاء، 25 يناير 2012

الرّفْ .. وما يسبقه





تفتح قلبها لكل طارق
بهذه السهولة تعطيه ثقتها الأكيدة
ولا يهمها إذا ماكان يستحق فعلا هذه الثقة التي أسبغتها عليه
"هكذا طبعي"
جوابها الجاهز دائماً وابداً
لم تكن صديقتي ولم تجمعني بها أية ظروف
كنت أتابعها عن كثب، بفضول المتلصص الذي لا يحق له التعليق
لم أعرف حينها كيف تحملتها صديقاتها ..  وهي كما هي في كل تصرفاتها
بل كيف تمكنت من جمع هذا العدد من الصديقات بالأساس
( تلك الغبية ) هو الاسم الذي أطلقته عليها فلم أكن أعرف اسمها
أو ربما لم يصل اهتمامي بها لدرجة السؤال عن اسمها أياً يكن
كنت في صمتٍ ألاحظ صفاتها التي تؤكد لي صحة الاسم الذي أطلقته عليها
متهورة .. طفولية التفكير  .. لا تملك بعد النظر ولا ترى أبعد من الأناقة الخارجية
 هذا ما عرفته عنها من خلال متابعتي المتطفلة
ولكن ما لم أعرفه ذلك الوقت هو حقيقة غريبة عن كل هذه الحقائق
" هي لم تكن غبية "
تأكدت من ذلك بعد مدة غير قصيرة
كانت تعيش حياتها للحظتها الراهنة .. تستغلها بكل ما تأتي به من فرح واندهاش
وتحضر الدموع لأوقات الحزن التي تعرف أوانها مسبقاً
ثيابها الضيقة القصيرة الأكمام .. قصة شعرها الشبيهة بمغنيات الروك
ونظاراتها الشمسية متعددة الألوان
كانت هذه أسلحتها الفتاكة في مواجهة يأسها من الحياة
اليأس من النظرة المتعارف عليها نحو المرأة في شرقنا المتصلب الرأي
عرفت مسبقاً ماعليها وعلمت أن ليس لها سوى سنوات الشباب الأولى
ثم تتسلق إلى الرف الذي تُركن إليه كل أنثى في مساحة هذا الوطن
تُنجِبْ .. وتنتَحِبْ
مصير رُسم لها سلفاً ولُقنته كبقية الفتيات منذ الصغر
لم تكن تصرفاتها نابعة من الغباء أو من تفكير طفولي قاصر
ولم يكن هناك ثمة تمرد فيما تفعله
هي فقط تستوفي مالها قبل أن يحين أوان الحصار
سنوات قصيرة جداً لتجرب كل شيء
قبل أن تدق صافرة النهاية ويقترب الرف
كم كانت ذكية تلك الغبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق