الثلاثاء، 24 يناير 2012

ما أعـرفُه .. ولا أذكُـره !




في رحلتي على متن تلك الطائرة قدموا لنا طعاماً لا أستطيع وصفه بالكلمات مهما حاولت
وذلك للسبب بسيط جداً، هو أن عمري آنذاك لم يتجاوز الثمانية أشهر
 كنت عائدة إلى وطني قبل أن يتشكل وعيي بالحياة
وخرجت منه ثانية قبل أن يلتصق بي غبار طرقاته
شهران هما مدة انتمائي الآمن إلى بر النجاة
شهران طبعا في القلب بصمة لا تختفي
تحمل في طياتها تفاصيل الثقة المطلقة ..








ثقة بأن الماضي ليس محطة للتأمل والشرود وإبداع الكلمات
بل صورة مصغرة عن المستقبل القادم من خلف الزوبعة الرملية الكاذبة
ثقة بأن الهامة العالية لا - ولم ولن - تنحني
وإن ظن الجميع انها انكسرت وانتهت ايام مجدها
في تينك الشهرين تسلل إلى كل عروقي افتخار بالدماء الأصيلة السارية فيها  
دماء تحمل في احمرارها يقيناً بأن الصعود إلى الأعالي سهل كسهولة نطق هذه العبارة
وأن الطريق مهما طالت فالنجاح ليس ببعيد .. هو فقط على بعد خطوة, وفي مرمى البصر
شهران فقط في مرحلة تسبق الوعي والحضور
نحتت أيامها الستون في كل كياني يقيناً من نوع خاص لم يجربه الآخرون بعد





يقين بأننا " نعلم " وهم لا يعلمون
.. لأننا صوماليون ..
وغيرنا لا يستطيع أن يكون
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق